السبت، ١٩ يناير ٢٠٠٨

توضيح لازم

في البداية احب ان اشكركم جميعا علي هذا التفاعل الجميل والتعليقات الاجمل

تاني حاجه حبيت اوضح نقطه مهمه جدا ، ناس كتير سألوا ايه لزمته بلوج تاني ، هو كتر بلوجات وخلاص ، احنا بنتلخبط

الصراحه يا جماعه كنت هاكتب التدوينات دي هناك في خمسة فضفضة بس رجعت فكلامي علشان مايضيعوش وسط التدوينات التانيه و قررت اعمل البلوج هنا علي ان يكون التدوين فيه مش بمعدل سريع يعني هاكتفي ان شاء الله بتدوينتين علي الاكثرفي الشهر ، علشان الناس اللي مش بتحب المشوره وان شاء الله اعمل تنويه بالجديد هناك في فضفضة

ياريت ماتزهقوش مني

ندخل بقي علي التدوينه الجديده ويارب تعجبكم



وسط العتمه ضي

عرفتها لاول مره عندما جاءت تشتري بعض الادوية ومستحضرات التجميل ،واخذت تتحدث مع زوجي بطريقه توحي معرفتها به مسبقا ، بعد انصرافها قال لي

انتِ مش عارفه دي مين ؟؟؟؟ دي مدام سلوي مرات الباشمهندس عمر عبد ربه، ساكنه في البيت اللي قدمنا ده ، تبقي اخت احمد شتا

عائلة احمد شتا من اغنياء المدينه فهم من كبار تجار الفاكهه بل ويحتكرون تجارة الموز ، كما انه -احمد- كان زميل زوجي في الدراسه حتي الثانوية العامة وكثيرا ما اشترينا منه فاكهه رائعه منتقاه علي الفرازه "معرفه بقي "

بحكم الجيره كانت مدام سلوي تمر عليّ يوميا لتشتري احتياجاتها احيانا ، او لترغي فقط في كثير من الاحيان

عرفت منها انها تخرجت في كلية الآداب قسم علم نفس وتعمل اخصائية نفسيه في المدرسة الاعدادية القريبة ، كما انها متزوجه منذ ثمان سنوات ولم ترزق بعد بأولاد

والله يادكتوره لفيت ودخت انا وجوزي ومافيش فايده ،كل واحد يعد يجرب فينا شويه ،لحد ما زهقنا وقرفنا ، وملينا من كتر الانتظار والامل الكداب اللي كل دكتور يعشمنا بيه وفي الآخر ننزل علي فاشوش

و كثيرا ما كان ينتهي حديثها بدموع تأبي ان تفارق مقلتيها او حتي بالبكاء الحار

ما تزعليش يا مدام سلوي والله فيه ناس بيقعدوا بال 15 والعشرين سنه في الآخر ربنا بيرزقهم ، ماتفقديش الامل دا ربنا كبير ، بس انتِ ما توقفيش الدعاء ابدا والاستغفار

وعندما توطدت علاقتنا اكثر فتحت لي قلبها اكثر واكثر وباحت لي عن السبب الاصلي لتكدير حياتها


ونعم بالله ، والله انا عارفه ومش فارقه معايا العيال من عدمهم بس المشكله في جوزي هوه اللي هايتجنن ، وليل ونهار بيعايريني ويهددني انه هايتجوز عليا مع ان كل الدكاتره قالوا ان احنا الاتنين زي الفل والتأخير من عند ربنا

عرفت منها ان زوجها وهو مهندس كبير في المجلس المحلي من عائله فقيره او لنكن اكثر دقه تحت خط الفقر ، ولولا مجانية التعليم - علي ايامه طبعا- ما استطاع ان يكمل دراسته ويصل لهذا المنصب ،وكذلك جميع اخوته وصلوا لأعلي المناصب و في اماكن مهمه

اما اسرتها بالرغم من الثراءالفاحش الا ان اسلوب حياتهم لم يتغير منذ ان كان الاب يعمل علي عربة يد وتسيطر عليهم اخلاق البيئة التي تربوا فيها ، كما ان التعليم يأتي عندهم في المرتبة الثانية او الثالثه ان لم يكن في الرابعه ، واقصي ما وصل اليه احدهم هي الثانوية العامة او حتي دبلوم التجاره ، وسلوي الوحيده التي حصلت علي شهاده جامعيه ، كما انها لا تتمتع باي قدر من الجمال ، بل لنقل انها دميمه الي حد ما

دايما يعد يعايرني باخواتي وطريقة عيشتهم وازاي مش قادرين يتأقلموا مع الوسط الجديد اللي بقوا فيه ، وطريقة كلامهم واسلوبهم في التعامل ، علي طول يقولوي اخواتك دول بيئة

كان ايضا ياعيرها بدمامتها ويقارن بينها وبين اخوته البنات ، وكثيرا ما كانا نسمع اصوات صراخ تخرج من شرفتهم التي تطل علي الصيدليه لتأتيني في اليوم التالي بعين متورمه او وجه ازرق من اثر الضرب ، كما كنت اراها تنتظره لساعات متأخره بعد منتصف الليل في طقس شديد البروده


وطبعا لا يخفي علي احد انه لم يتزوجها الا لمال ابيها و ميراثها المنتظر منه ، وجاء تأخر الانجاب ليزيد الطين بله و يتفاقم الوضع بينهما ويصل لهذه الدرجه المترديه

كانت تعيش حالة من الترقب، كانت تعرف بأن هناك صفعة مؤلمة ومفاجئة وغير متوقعة قادمة، ولكنها لا تعرف متي.. ؟؟ لذلك كانت تسعي بشده للحصول علي طفل ، جربت كل الطرق بداية من الطرق الطبيه و حتي الوصفات الشعبيه

خلاص يا دكتوره قررنا اننا نعمل عملية تلقيح صناعي ، قالنا عليها دكتور كبير اوي في مصر هانعملها ان شاء الله الشهر ده وهابقي اجيلك تديني الحقن ادعيلي ربنا يوفقني ده الامل الوحيد

وللاسف اجرت العمليه ولكنها باءت بالفشل ليزداد الوضع سوء بينها وبين زوجها ، ويقرر بعد تحريض من اخوته البنات ان يتزوج باخري تنجب له الولد الذي يتمناه، مما وصل بسلوي الي حافة الانهيار فهي تهيم به عشقا


أصابتها حالة من الذهول والصدمة والانكسار ، و أخذت تتضرع الي الله كثيرا ان ينقذها مما هي فيه، اعتزلت العالم واعتكفت في بيتها لا تقوي علي الخروج ، انقطعت عني اخبارها لمده و اعتقدت انها غادرت المنزل الي بيت ابيها

بعد عدة اسابيع جائتني وقد اشرق وجهها من الفرح

باركيلي يا دكتورة

خير يامدام سلوي ايه خلاص جوزك صرف نظر عن فكرة الجواز

لأ ..حاجه ولا في الحواديت

خير فرحيني معاكي

انا حامل في شهرين

الف الف مبروك ، مش قلتلك ولا تقنطوا من رحمة الله

بدون اي مساعده طبيه وبعد ثمان سنوات من العناء حملت سلوي ابنها الاول يوسف الذي اكمل الآن عامه السادس ، ثم بعده ب3 سنوات انجبت يارا

صحيح مازالت العلاقه بينها وبين زوجها يشوبها بعض التوتر ولكن يوسف ويارا ساعدا كثيرا علي تهدئة الاجواء