الاثنين، ٢ يونيو ٢٠٠٨

شخصيات من زمن فات


أحكي لكم اليوم عن شخصيه فوق العاده ،هو لم يكن احد زبائني كشخصيات حكاياتي السابقه ،ولكنه واحد من الاطباء الذين اعتز بمعرفتهم والذي يندر ان نقابل مثله في ايامنا هذه

هو الدكتور ابراهيم عباس احد اشهر وامهر اطباء الجراحه في مدينتي وكان الوحيد لسنوات طويله قبل ان يظهر اطباء اخرين في نفس التخصص ،و لم يستطيع احدهم ان يرقي لمستواه

انه واحد من خمسة ابناء لعم عباس السيد عامل الغزل والنسيج البسيط والذي كان يعيش في هذه الحياه من اجل هدف واحد ،هو ان يصل باولاده الي اعلي الدرجات ، ومع ضيق الحال لم يكن يبخل علي تعليمهم ولا يفرق في ذلك بين ولد وبنت

ولكن خاب امله في ابنائه جميعا ولم يستطع احدهم ان يحقق امنيته ويحصل علي شهاده جامعيه الا ابراهيم الذي كان يظهر الكثير من النبوغ والذكاء

وكان يسير في الدراسه بخطي ثابته ويتفوق علي جميع اقرانه حتي انه في الثانوية العامه كان من العشره الاوائل علي مستوي الجمهوريه ،

ثم التحق بكلية الطب ليصبح عم عباس علي مقربه من تحقق امله في ان يصبح احد ابنائه طبيب، ولكن القدر لم يمهله ليري ابنه يرتدي البالطو الابيض فتوفي ومازال د/ إبراهيم في السنة الثالثه

بوفاة ابيه اصبح د/ابراهيم في مهب الريح ،فقد العائل والسند والصديق ، وكاد ان يترك الكليه لعدم وجود المال اللازم للدراسه
ولكن الجميع اصروا علي ان يكمل المشوار ،خاصة اخته سحر و التي تكبره بعام واحد فلقد كانت تري فيه حلمها الذي لم تستطيع تحقيقه،كانت تراه هو الامل الباقي لهذه الاسره

حاول الجميع مساعدته خاصة سحر التي عملت باكثر من وظيفه تتناسب مع دبلوم التجاره الذي تحمله، اشترت آله كاتبه بالتقسيط وكانت تسهر طوال الليل لتعمل عليها

كانت ايه في الجمال ولكنها كانت ترفض الزواج حتي ينتهي اخيها من دراسته ، كما جاء مرض امها ليزيد الامر صعوبه

وبعد سنوات من العذاب تخرج د/ ابراهيم بنجاح باهر وكان ينتظر وظيفته كمعيد ،
وقتها كانت حرب 67 علي الابواب و التحق ابراهيم بالجيش كغيره من خيرة الشباب ، وبالطبع طالت السنوات وكل شئ بحياته متوقف وكل احلامه واحلام اخوته - وعلي راسهم سحر- مؤجله

استمرت سحر في رفض الزواج لترعي امها وانتظرت
ان ينهي خدمته العسكرية بفارغ الصبر حتي يتحمل المسؤلية و تكون بذلك قد ادت واجبها علي اكمل وجه

وبعد تحقيق النصر اخذ د/ابراهيم يستعد لانهاء اوراقه والعوده لممارسة حياته الطبيعيه واستلام وظيفته بالجامعه

استقل احدي الحافلات التابعه للجيش في طريقه من السويس الي القاهره ، وأخذ يحلم بالمستقبل وما ينتظره فيه ، وما يجب ان يفعله ليرد الجميل لكل من ساندوه

كان متلهف بشده حتي انه استبدل مقعده في آخر الحافله بآخر قريب من باب النزول

لم يكن يعلم وقتها انه بتغييره لمقعده سيغير مجري حياته ويقلبها راسا علي عقب

كان الطريق من السويس الي القاهره مازال يحتوي علي العديد من الحفر والمطبات والتي سقطت الحافله في احداها ليموت السائق وعدد من الركاب خصوصا من كانوا في المقاعد الاماميه

ونقل الدكتور ابراهيم الي مستشفي الشرطه في حاله حرجه بين الحياة والموت ،ليقرر الاطباء بتر ساقيه ، ويبقي في العناية المركزة اكثر من شهر

بالطبع فقد وظيفته بالجامعه واصيب بحالة اكتئاب

كانت سحر هي اكثر من صدم ، فهي تنتظر هذ اليوم
بفارغ الصبر منذ عشر سنوات ، ولكن بعد ما حدث اصرت اكثر علي رفض الزواج حتي ترعي اخيها وامها

تكفل الجيش بتركيب جهاز تعويضي لد/ابراهيم ، و بعد فتره استطاع ان يتجاوزمحنته ويتعايش مع حياته الجديده ،

استلم وظيفته الجديده كطبيب مقيم في المستشفي العام ، ثم حصل علي الماجيستر في تخصص الجراحه العامه وبدأ في تحضير الدكتوراه ،وبسبب نبوغه ومهارته ذاع صيته في المدينه والمدن المجاوره وكان ياتيه المرضي من اماكن عده

كانت سحر تتعذب وهي تري اخيها والعمر يمر به ولم يحاول حتي ان يفكر في الزواج ، في الماضي كانت تتمني له ان يرتبط بطبيبه مثله ويعيش حياته في سعاده و يتحمل عنها المسؤليه

كانت تتمني ايضا ان تجد الشخص المناسب الذي تكمل معه بقية عمرها ، ولكن كيف هذا الآن وهي وهي مسئوله عن رعاية اخيها وامها ولن تستطيع ان تتخلي عنهما

بعد فتره ظهرت نجاة في الافق ،هذه الممرضه الشابه التي كانت تعمل بنفس المستشفي وتعاون دكتور ابراهيم في الكثير من العمليات الهامه ، لم تستطع ان تخفي اعجابها به وباخلاقه ومهارته العاليه ، هو ايضا اعجب بها وباخلاقها وجمالها

عرض د/ابراهيم الامر علي سحر التي ثارت ورفضت في البدايه ، لم تكن تتخيل ان حتي هذا الحلم الوحيد الباقي قد تحطم علي صخرة الواقع

نجح اخيرا في اقناعها بتقبل الامر الواقع وانه لا يمكن ان يتزوج طبيبه ومن سترضي به وهو بحالته هذه كما انه يقترب من الاربعين واوشك قطار الزواج ان يمر

في مدة بسيطه استطاعت نجاة ان تكسب حب وثقة سحر التي لم يوفقها الحظ في الحصول علي زوج مناسب وبقيت الي الابد بغير زواج

مرت الايام وسحر تنتظر ان تسمع خبر سعيد ولكن بلا جدوي ، فلقد كانت مشيئة الله ان لا ينجب الدكتور ابراهيم بسبب نوع نادر جدا من انواع العقم ، فهو سليم تماما وكذلك زوجته و يوجد نوع من عدم التوافق الذي يسبب عدم تكوين الجنين
ويمكن لهما ان ينجبا فقط اذا ارتبط كل منهما بشخص آخر

رفضت نجاة الانفصال واصرت علي ان تظل بجواره للابد حتي ولو بدون اولاد

اما هو فلقد عوضه الله تعالي بالمال الذي اتاه من حيث لا يحتسب ، كما عوضه بالعديد من الاطباء الشبان الذين تدربوا علي يديه وكان بمثابة لاب الروحي
لهم ولم يبخل علي احدهم بالعون والنصيحه واحيانا بالمال كعادته مع الجميع

كان يتكفل بالعديد من الاسر الفقيره ، بر جميع اخوته وعلي راسهم بالطبع سحر التي سافرت للحج والعمره اكثر من مره علي نفقته الخاصه

وصل الي اعلي المناصب فتولي رئاسة قسم الجراحه ورفض منصب مدير المستشفي بسبب ظروفه الصحية

توفيت امه وهي تدعو له بالصحه والسعاده وقلبها راضي عنه كل الرضي

كان الجميع بحبه بلا استثناء

وبعد رحلة عمره الحافله بالكثير من الاحزان والقليل جدا من الافراح وافته المنيه والجميع يبكيه ويترحم عليه

رحمه الله تعالي واسكنه فسيح جناته


-----------------------------------------------------

تحديث

صاحب المضيفه بيسأل اذا كانت دي قصه حقيقية

ايوه هي فعلا بالرغم من شدة غرابتها حقيقيه ولم يتم التعديل علي اي من احداثها ،فقط تم تغيير الاسماء




السبت، ١٢ أبريل ٢٠٠٨

حدث في بيت الحاجه سعاد




مدام سعاد او الحاجه سعاد كما تحب ان يناديها الجميع ، كانت دائمة التردد علي الصيدليه لاصابتها بعدة امراض مثل الضغط والسكر بالإضافة الي فيروس سي الذي اكتشفته مؤخرا

تنتمي الحاجه سعاد الي الطبقة الفوق متوسطة ، كانت في مظهرها وملابسها تشبه هوانم الزمن الماضي

ورثت عن ابيها ثروه لا بأس بها كما ورثت عن زوجها الراحل منزل مكون من اربعة ادوار ، يوجد اسفله محل بقاله كان يديره ابنها الاصغر

كثيرا ما كانت تاتي لتصرف روشتات الاطباء المختلفه واثناء ذلك كانت تتحدث عن اولادها وكيف انهم
تاعبين قلبها

مافيش حد فيهم حاله يسركلهم تاعبيني وتاعبين قلبي ، هو انا السكر والضغط بيعلوا عندي من شويه

للحاجه سعاد ثلاثة ابناء ، ولدان وبنت

كانت شيرين الابنة الكبري للحاجه سعاد تسبب لها الكثير من الالم ، وكانت دائمة التحسر عليها وعلي حالها
البنت متزوجه من رجل ميسور الحال ولكنه علي حد قولها بخيل ولا يوفر لها الا الحد الادني من المعيشه والذي يعتبر اقل بكثير جدا من امكاناته واقل مما اعتادت ابنتها عليه في بيت ابيها مما اجبرها ان تعطيها مصروف شهري

اعمل ايه بس يا دكتوره ماقدرش اسيبها كده من غير فلوس ، جوزها بخيل ايحه
لا معامله حلوه ولا كلمة طيبه ، ولولا الملامه كان سابها تجوع هي وعيالها ، شيرين اللي كان كل الناس بيتباهو بجمالها وشياكتها بقت زي الورده الدبلانه

اما ابنها الاوسط محمود ، متزوج وكان يعيش هو واسرته في السعودية ، و بعده عنها كان يؤثر فيها كثيرا ، كانت تخاف ان تموت قبل ان تراه ، كذلك كانت زوجته سيئة الطباع وتعاملها بصلف وهنجهية

مش عارفه ليه حاسه انها احسن مننا وكمان مستكتره نفسها علي ابني ، محسسانا انها السفيره عزيزه كل ده عشان حلوه شويه الله يرحم والديها

وظهرت هذه المعامله السيئة اكثر عندما سافرت لقضاء الحج والعمره و والمكوث لفتره مع ابنها واولاده
كان ناقص تقولي امشي اطلعي بره

وعندما عاد محمود واسرته نهائيا الي مصر بعد خلاف حاد مع الكفيل ،و استقر في الشقه المعده له سلفا ببيت ابيه ، استمرت المعامله الجافه من زوجته لها

عايشه معايا في نفس البيت ويعدي اسبوع واكتر ما تسألش عليا حتي بالتليفون مع اني شايلاها في عنيا عشان خاطر محمود

حتي عندما اشتد عليها المرض كانت تتجاهلها تماما مما اثر بالسلب علي حالتها النفسيه وكان سببا مباشرا في ارتفاع الضغط والسكر
وبالرغم من ذلك لم تتخلي عنهما الحاجه سعاد وكانت تمد محمود بالمال كلما احتاج

اشرف ابنها الاصغر او الصداع الدائم في رأس الحاجه سعاد كما كانت تحب ان تسميه ، حاصل علي بكالوريوس تجاره وبالطبع لم يجد وظيفه ككثير غيره من الشباب حملة الشهادات العليا و المصابيين بفيروس البطاله

كان والده يمتلك محل كبير للبقاله اسفل المنزل و عندما مرض مرض الوفاه لم يجد غير اشرف ليديرالمحل والذي استمر في ادارته بعد وفاته ،واصبح يعتمد عليه كمصدر للدخل ، فلقد كانت الحاجة سعاد تعطيه مرتب شهري نظير ادارته للمحل بالإضافة الي نصيبه الشرعي من الارباح

الي هنا كان كل شئ مستقر ، حتي حدثت الطامه الكبري واحب مني ابنة الجيران ، هذه البنت الجميله التي كانت زبونه دائمه لمحل البقالة

يوم بعد يوم وقع اسير ابتسامتها الخلابه ووجهها الطفولي وصمم ان يتزوجها ، ولكن
دائما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فلقد اعترضت امه بشده علي هذه الزيجه ، وكيف لا والمستوي المادي والاجتماعي لاسرة الفتاه اقل بكثير جدا من مستواهم كما انها لم تكمل دراستها واكتفت بالاعدادية

صمم اشرف علي موقفه واعلن صراحة انه سيتزوجها مهما حدث ، كذلك فعلت الحاجه سعاد التي هددته بالطرد من الجنه التي يعيش فيها (علي حد قولها ) وحرمانه من ميراثه وكذا شقته المعده لزواجه في بيت ابيه

ولكنه لم يهتم لهذه التهديات وتقدم لخطبتها علي غير رغبة امه التي نفذت تهديدها وطردته من المحل والبيت ليجد نفسه هو وزوجته في الشارع وبدون اي دخل مادي

لم يجد اشرف امامه الا العمل في احد مصانع الغزل والنسيج علي اطراف المدينه بأجر اقل من نصف ما كان يحصل عليه من محل البقاله ،ولا يفي باقل من نصف احتياجاتهم الاساسية خصوصا بعدما اصيب ابنه الاصغر بحساسية صدريه كانت تستهلك تقريبا كل ما يحصل عليه اسبوعيا

كانت تاتي زوجته لتشتري العلاج بالاجل وتشتكي لي عما تفعله حماتها بهما وكيف ان علاج ابنهما يستهلك تقريبا مرتب زوجها بالكامل

اديكي شايفه يا دكتوره علاج الواد بياخد تلات اربع مرتب اشرف ، بس المهم يخف ويبقي كويس والله لولا مساعدة اهلي لينا ماكناش عرفنا ناكل حتي العيش الحاف وحماتي الله يسامحها بقي عماله تساعد ولادها التانيين اللي مش محتاجين مساعده اصلا وسيبانا احنا في الهم ده


كنت اري اشرف وقد تبدل حاله فلم يعد ذلك الشاب الوسيم الذي يرتدي احدث موديلات الملابس والاحذية ويضع اغلي العطور ، و كبر فوق عمره سنوات وسنوات

زي ما بيقولوا حاله بقي بيصعب علي الكافر

بعد 6 سنوات من زواجه تدخل اهل الخير للصلح بينه وبين امه التي وافقت علي مضض ان يعود الي البيت بشرط ألا يقترب من المحل

بعد عودتها كانت مني تعامل والدة زوجها بالحسني وتلبي جميع طلباتها ،
و بالرغم من ذلك لم تنسي الحاجه سعاد ما حدث واعتبرتها المسؤله عن كل شئ ، وكانت تعاملها معاملة خادمه


بعد فتره من عودة اشرف للمنزل اكتشفت الحاجة سعاد انها مصابه بفيروس سي وتدهورت حالتها الصحيه ، و دخلت اكثر من مره في غيبوبه كبديه ومالبست ان توفيت بعد قليل


يوم وفاتها حضرت مني لتشتري ادويه لابنها المريض وكانت السعاده بل الشماته باديه علي وجهها ، كما انها لم تبدي اي مظهر من مظاهر الحزن العاديه او علي الاقل ارتدت السواد حدادا لمدة ثلاثة ايام كما يحدث في العاده

كذلك حدث شقاق رهيب بين الاخوان محمود واشرف وصل الي اقسام البوليس للنزاع علي الميراث وممتلكات الحاجه سعاد من حلي واثاث وغيره

وصل الحال بهما ان تتهم زوجة اشرف محمود بانه حاول الاعتداء عليها ، وكذا فعلت زوجة محمود

وحدثت مشاجره فظيعه بينهما تدخل فيها اهل الزوجتان وكاد الامر يصل الي القتل لولا تدخل اهل الخير الذين سعوا للصلح بينهما

حاليا يعيش الاخوان في نفس المنزل كالاغراب ، لا يسأل احدهما علي الآخر وكل منهما يتمني ان يستحوذ علي اكبر قدر من التركه وان يطرد الآخر من المنزل ليكون له وحده

كان هذا نتاج عدم العدل و
التفرقه في التربيه واسلوب الكيل بمكيالين الذي كانت تتبعه الحاجه سعاد والتي جنت علي ولديها بغير علم

رحمها الله وغفر لها


---------------------------------------

طبعا عشان خاطر ابو يحيي

الشخصيات :

الحاجه سعاد الام

شيرين البنت الكبري

محمود ابنها الاوسط

اشرف الابن الاصغر

مني زوجة اشرف


واكيد زي كل مره القصه حقيقيه مع تغيير اسماء الابطال وتعديل بسيط في الاحداث





الأربعاء، ١٢ مارس ٢٠٠٨

ّلَمّا تدبل عيون المها


في البداية لم تكن صلتي بها تتعدي السلام عليكم وعليكم السلام فهي تعمل في السيبر المجاور ، جذبتني اليها ابتسامتها الخلابه ووجهها الطفولي الملائكي شديد البراءة وجمالها الآخاذ ، تبتسم لي كلما رأتني ،
لم تدخل الصيدليه الا لطلب فكه او علبة مناديل ,و بالرغم من ذلك شعرت تجاهها بالاعجاب والحب الشديد فروحها خفيفه و طريقتها في التعامل راقيه
عمرها لا يتجاوز الثامنه عشر حصلت لتوها علي دبلوم تجاره ثم قررت ان تكمل دراستها في معهد عالي سنتين ، علي امل ان تلتحق بالجامعه بعد ذلك

صدمتني يوما عندما جاءت لتسأل عن نوع من الادويه المدعمة

دكتوره لو سمحتي ممكن الاقي عندك الحبوب دي

كانت علبة ليوكيران Leukeran التي يتناولها مرضي سرطان الدم " اللوكيميا "

لا والله يا مها اصلها مدعمة وناقصه جدا لمين لحد قريبك

لا ليا ...........

ليكِ انتِ .....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ايوه

لأ بجد .....؟؟؟؟؟؟


نظرت الي نظره حزينه وقال

آه والله ليا يا دكتور

صدمتني اجابتها و ظللت لفتره لا اصدق كلامها واعتقدت انها تقول ذلك لاعطيها علبه ، فهذا الدواء مدعم من الدوله وغير متوفر بالمره ، كل صيدليه تحصل علي كوته علبه او اثنين مره او مرتين في السنه ،

نظرت اليها في اسي ووعدتها اني ساحاول توفير علبه في اقرب وقت ، فشكرتني وانصرفت بهدوء ، وانا مازلت مذهوله ولا اصدق ان المرض اللعين ينهش جسد هذا الملاك البرئ الذي يقاتل جيوش السرطان في صمت

ثم بعدها حاولت ان اعرف اكثر عن ظروف هذه الفتاة الجميله التي تصارع المرض اللعين ببساله

علمت ان ابيها وامها يعملان علي عربة لبيع الفول والطعميه بجوار الفرن البلدي القريب، ومها هي الثانيه في ترتيب الابناء يكبرها اخوها بثلاث سنوات ، حصل علي دبلوم صنايع وعندما لم يجد عمل اضطر ان يعمل علي توكتوك باليوميه ليساعد ابيه في مصاريف المعيشه
ويليها اختان واخ في مراحل التعليم المختلفه
ظروف اسرتها السيئه لم تسمح بمصاريف أخري علي الدراسه وبالتالي قررت ان تساعد نفسها بالعمل حتي تحقق حلمها وتلتحق بالجامعه

لم تكن الاسره تشعر بعبء مصاريف العلاج باهظ الثمن فقد كانت تعالج علي حساب التأمين الصحي لطلبة المدارس ، وعندما حصلت علي الدبلوم توقف التأمين ليترك الاسره تعاني الأمرين ، وتعتمد في العلاج علي مساعدات اهل الخير

كانت تعالج في مستشفي الجامعه واحيانا في معهد ناصر ، وكثيرا ما كانت تضطر لشراء بعض الادويه باهظه الثمن والتي تتجاوز الالف جنيه ،
كما كانت تضطر لانتظار دورها في تلقي العلاج بسبب عدد المرضي الرهيب ، نصحها البعض بعمل علاج علي نفقة الدولة لتستطيع مواجهة نفقات العلاج
وبالفعل بدأت في الأجراءات التي كانت معقده جدا آن ذاك

كنت اراها تشحب يوم بعد يوم ، يخبو بريق عينيها وتكسوها الهالات السوداء ، وبالرغم من ذلك لم تترك العمل الا بعد فتره

وكانت امها تموت في اليوم مائة مره ، تتحسر علي اجمل بناتها وهي تذبل ويتساقط شعر راسها الناعم الطويل ، وتأتيها نوبات من الغثيان والدوخه، و تعاني من هزال شديد ، وتفتك بها الآلام يوميا ولا تستطيع ان تفعل شئ لانقاذها مما هي فيه

بعد فترة انقطعت تماما عن العمل وعرفت انها
حصلت اخيرا علي قرار العلاج علي نفقة الدوله و دخلت المستشفي بعد تدهور حالتها بشده لتكن تحت ملاحظه مستمره وتتلقي العلاج بانتظام

ثم لم ينقضي اسبوعان الا وقد رفعت الرايه البيضاء معلنة هزيمتها امام هذا المرض اللعين ،وأسلمت روحها لبارئها وهي مازلت في ريعان الشباب


انا لله وانا اليه راجعون


الجمعة، ٢٢ فبراير ٢٠٠٨

صابر يا استاذ صابر





بطل حكايتنا هذه المره رجل ، الاستاذ صابر رمضان

والاستاذ صابر يعتبر من الشخصيات المتعبه جدا في التعامل معها او هكذا يبدو لك عندما تتعامل معه للمره الاولي
في البدايه كان يرفض التعامل معي ، ودائما يسأل عن الدكتور سعيد الصيدلي الثاني الذي يعمل معي ، فاذا لم يجده ينصرف في هدوء دون ان يشتري حتي قرص اسبرين

كنت اغتاظ بشده واشعر في هذا التصرف بإهانه بالغه ،كنت اعتبره لا يثق بي كصيدلانيه
عندما كنت اعرض عليه المساعده كان يعتذر

معلش يا دكتوره ، د/ سعيد عارف حالتي وعارف طلباتي ، هابقي اجيله ، سلام عليكم

بصراحه عندما كنت اراه يركبني ميت عفريت

ولكن ............هذا الاحساس تبدل مائة وثمانون درجه بعد ان عرفت حكايته ، وذلك بعد سفر دكتور سعيد للعمل في السعوديه ولم يعد امام الاستاذ صابر الا انا لتلبي طلباته

انه يعمل في شركة المنسوجات القريبه ، تجاوز الاربعين ولكن هيئته توحي بانه قد تجاوز الستين ،يتحرك بصعوبه بالغه فهو لا يستطيع ان يتحكم في حركة يده ورجله اليمني ، لديه شبه شلل بهما ،
اخوه هوه الدكتور احمد رمضان احد اشهر واغني اطباءالاطفال في المدينة

وبحكم مروره يوميا امام الصيدليه كان يدخل ليشتري طلباته و يستريح قليلا
كان دائما يطلب اقراص للصداع ، ويسأل دوما عن الجديد


ها يا دكتوره عندك ايه جديد

مافيش جديد للصداع ، طيب ايه الجديد عندك في الفيتامينات ، طيب اديني حاجه مهدئة بس مش قويه ،وريني النشره كده ،


كان يعلم كل صغيره وكبيره متعلقه باصناف كثيرة جدا من الادويه ، ويحرص علي قراءة النشرات الطبيه المرافقه للدواء قبل شرائه ولو وجد اي عرض جانبي لا يعجبه يرفض الدواء فورا حتي لو كانت نسبة هذا العرض واحد في الالف

اما اذا كانت النشره المرفقه بالانجليزيه فهذا الدواء مرفوض يا ولدي مرفوض حتي لو به اكسير الحياة
اي صنف يؤثر علي المعده او الاعصاب او العضلات من قريب او من بعيد لا يقبله


من الآخر كده يا جماعه هوه كان ليه كام صنف ماشي عليهم بس لازم يعد يفتح النشرات ويقراها ويقلب الصيدليه اكنه بيقلب في سوق الكانتو وبعدين يشتري الاصناف اياها ويتكل علي الله ، وده بقي كان بيموتني من الغيظ وكل شويه يقولي

الدكتور سعيد كان عارف حالتي ، انا كنت حاكيله بالتفصيل

مش عارفه كان بيصبر عليك ازاي ، الله يكون في عونه وعوني ( في سري طبعا)



المهم بعد تردد طويل قرر الاستاذ صابر ان يحكي حكايته التي جعلتني اشفق عليه ،

كانت حياته طبيعيه جدا الي ان قرر له الاطباء اجراء عملية اللوز واللحمية ولا يخفي علي احد ان هذه العمليه سهله جدا اسهل من شكة الدبوس

بس قليل البخت بقي ها اعمل ايه نصيبي ، الحمد لله


كان خطأ طبيب البنج الذي اعطاه جرعه عاليه ولا تتناسب مع حالته ،مما ادي الي دخوله في غيبوبه لمدة ثلاثة ايام ، وكان الجميع يتوقعون وفاته ،

الحمد لله ربنا كتبلي عمر جديد

جرعة البنج الزائده ادت لحدوث مشاكل عدة من بينها ان التنفس توقف لفتره مما ادي الي حدوث خلل بوظائف المخ ،وبالتالي عدم قدرته التحكم في الجزء الايمن من الجسم ، لذا فهو يعاني من شبه شلل في يده ورجله اليمني

كما انه يعاني من صداع مزمن ، وارق مستمر

طيب حضرتك ليه ما اشتكتش الدكتور اللي عمل كده

اعمل ايه بس وسط د/ احمد اخويا يترجاني اني ماعملش حاجه ، وعرض مبلغ كتعويض ، اضطريت اني اخده علشان مصاريف العلاج اللي خلصت علي اللي قدامي واللي ورايا كمان ماقدرش ارفض طلب لدكتور احمد

بعدما مرت الازمه علي خير واستقرت الحاله علي هذا الوضع ، ولم يعد هناك اي امل في تحسنها اكثر من ذلك قرر الاستاذ صابر ان يعتزل الاطباء ويكون طبيب نفسه ،

وحتي لو اضطرته الظروف ان يذهب الي طبيب كان يمارس هوايته في قراءة النشرات اولا ولا يقبل اي دواء كتبه الطبيب الا بعدان يتأكد تماما منه ومن اعراضه الجانبيه

اما الجزء الاكثر مأساوية في حكاية الاستاذ صابر هوه مافعله اخوه الطبيب المشهور الذي اكل حقه في ميراث ابيه والقي اليه بالفتات مستغلا حاجته للمال ليوفر مصاريف العلاج واخرجه من شقته الي شقه حقيره في المساكن الشعبية بلا شفقه او رحمه وهو مازال في فترة النقاهة ، ثم رفض اكمال باقي المبلغ متعللا بضائقه ماليه يمر بها ،

كان موقف اخيه يضايقه كثيرا وكان يحكي لي
ما فعله به اخوه وهو علي وشك البكاء

باروحله بتنكر لي ومش بيرضي يقابلني ولا اكني اخوه ،
دا انا اخوه الكبير اللي تقريبا مربيه ،
مش عاوز منه فلوس انا عاوز بس يحسسني انه اخويا وخايف عليا وبيحبني زي ما باحبه


الي الآن مازال الجفاء مستمر بين الاستاذ صابر واخيه الطبيب المشهور ، وما زال الاستاذ صابر متمسكا بالامل في ربنا ، و مازال يمر يوميا ليسأل عن الجديد

ها يا دكتوره ....مافيش جديد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

-----------------------------------------------------------

بناء علي طلب باشمهندس عصفور المدينة


شخصيات الحكاية

الاستاذ صابر : البطل


دكتور سعيد : صيدلي تاني كان يعمل معي في الصيدليه


دكتور احمد : طبيب الاطفال المشهور اخو الاستاذ صابر



واي خدمة يا ابو يحيي :-)

ملحوظة / الاسماء اسماء مستعاره اما الحكايه فحيقيقة بتصرف بسيط



السبت، ١٩ يناير ٢٠٠٨

توضيح لازم

في البداية احب ان اشكركم جميعا علي هذا التفاعل الجميل والتعليقات الاجمل

تاني حاجه حبيت اوضح نقطه مهمه جدا ، ناس كتير سألوا ايه لزمته بلوج تاني ، هو كتر بلوجات وخلاص ، احنا بنتلخبط

الصراحه يا جماعه كنت هاكتب التدوينات دي هناك في خمسة فضفضة بس رجعت فكلامي علشان مايضيعوش وسط التدوينات التانيه و قررت اعمل البلوج هنا علي ان يكون التدوين فيه مش بمعدل سريع يعني هاكتفي ان شاء الله بتدوينتين علي الاكثرفي الشهر ، علشان الناس اللي مش بتحب المشوره وان شاء الله اعمل تنويه بالجديد هناك في فضفضة

ياريت ماتزهقوش مني

ندخل بقي علي التدوينه الجديده ويارب تعجبكم



وسط العتمه ضي

عرفتها لاول مره عندما جاءت تشتري بعض الادوية ومستحضرات التجميل ،واخذت تتحدث مع زوجي بطريقه توحي معرفتها به مسبقا ، بعد انصرافها قال لي

انتِ مش عارفه دي مين ؟؟؟؟ دي مدام سلوي مرات الباشمهندس عمر عبد ربه، ساكنه في البيت اللي قدمنا ده ، تبقي اخت احمد شتا

عائلة احمد شتا من اغنياء المدينه فهم من كبار تجار الفاكهه بل ويحتكرون تجارة الموز ، كما انه -احمد- كان زميل زوجي في الدراسه حتي الثانوية العامة وكثيرا ما اشترينا منه فاكهه رائعه منتقاه علي الفرازه "معرفه بقي "

بحكم الجيره كانت مدام سلوي تمر عليّ يوميا لتشتري احتياجاتها احيانا ، او لترغي فقط في كثير من الاحيان

عرفت منها انها تخرجت في كلية الآداب قسم علم نفس وتعمل اخصائية نفسيه في المدرسة الاعدادية القريبة ، كما انها متزوجه منذ ثمان سنوات ولم ترزق بعد بأولاد

والله يادكتوره لفيت ودخت انا وجوزي ومافيش فايده ،كل واحد يعد يجرب فينا شويه ،لحد ما زهقنا وقرفنا ، وملينا من كتر الانتظار والامل الكداب اللي كل دكتور يعشمنا بيه وفي الآخر ننزل علي فاشوش

و كثيرا ما كان ينتهي حديثها بدموع تأبي ان تفارق مقلتيها او حتي بالبكاء الحار

ما تزعليش يا مدام سلوي والله فيه ناس بيقعدوا بال 15 والعشرين سنه في الآخر ربنا بيرزقهم ، ماتفقديش الامل دا ربنا كبير ، بس انتِ ما توقفيش الدعاء ابدا والاستغفار

وعندما توطدت علاقتنا اكثر فتحت لي قلبها اكثر واكثر وباحت لي عن السبب الاصلي لتكدير حياتها


ونعم بالله ، والله انا عارفه ومش فارقه معايا العيال من عدمهم بس المشكله في جوزي هوه اللي هايتجنن ، وليل ونهار بيعايريني ويهددني انه هايتجوز عليا مع ان كل الدكاتره قالوا ان احنا الاتنين زي الفل والتأخير من عند ربنا

عرفت منها ان زوجها وهو مهندس كبير في المجلس المحلي من عائله فقيره او لنكن اكثر دقه تحت خط الفقر ، ولولا مجانية التعليم - علي ايامه طبعا- ما استطاع ان يكمل دراسته ويصل لهذا المنصب ،وكذلك جميع اخوته وصلوا لأعلي المناصب و في اماكن مهمه

اما اسرتها بالرغم من الثراءالفاحش الا ان اسلوب حياتهم لم يتغير منذ ان كان الاب يعمل علي عربة يد وتسيطر عليهم اخلاق البيئة التي تربوا فيها ، كما ان التعليم يأتي عندهم في المرتبة الثانية او الثالثه ان لم يكن في الرابعه ، واقصي ما وصل اليه احدهم هي الثانوية العامة او حتي دبلوم التجاره ، وسلوي الوحيده التي حصلت علي شهاده جامعيه ، كما انها لا تتمتع باي قدر من الجمال ، بل لنقل انها دميمه الي حد ما

دايما يعد يعايرني باخواتي وطريقة عيشتهم وازاي مش قادرين يتأقلموا مع الوسط الجديد اللي بقوا فيه ، وطريقة كلامهم واسلوبهم في التعامل ، علي طول يقولوي اخواتك دول بيئة

كان ايضا ياعيرها بدمامتها ويقارن بينها وبين اخوته البنات ، وكثيرا ما كانا نسمع اصوات صراخ تخرج من شرفتهم التي تطل علي الصيدليه لتأتيني في اليوم التالي بعين متورمه او وجه ازرق من اثر الضرب ، كما كنت اراها تنتظره لساعات متأخره بعد منتصف الليل في طقس شديد البروده


وطبعا لا يخفي علي احد انه لم يتزوجها الا لمال ابيها و ميراثها المنتظر منه ، وجاء تأخر الانجاب ليزيد الطين بله و يتفاقم الوضع بينهما ويصل لهذه الدرجه المترديه

كانت تعيش حالة من الترقب، كانت تعرف بأن هناك صفعة مؤلمة ومفاجئة وغير متوقعة قادمة، ولكنها لا تعرف متي.. ؟؟ لذلك كانت تسعي بشده للحصول علي طفل ، جربت كل الطرق بداية من الطرق الطبيه و حتي الوصفات الشعبيه

خلاص يا دكتوره قررنا اننا نعمل عملية تلقيح صناعي ، قالنا عليها دكتور كبير اوي في مصر هانعملها ان شاء الله الشهر ده وهابقي اجيلك تديني الحقن ادعيلي ربنا يوفقني ده الامل الوحيد

وللاسف اجرت العمليه ولكنها باءت بالفشل ليزداد الوضع سوء بينها وبين زوجها ، ويقرر بعد تحريض من اخوته البنات ان يتزوج باخري تنجب له الولد الذي يتمناه، مما وصل بسلوي الي حافة الانهيار فهي تهيم به عشقا


أصابتها حالة من الذهول والصدمة والانكسار ، و أخذت تتضرع الي الله كثيرا ان ينقذها مما هي فيه، اعتزلت العالم واعتكفت في بيتها لا تقوي علي الخروج ، انقطعت عني اخبارها لمده و اعتقدت انها غادرت المنزل الي بيت ابيها

بعد عدة اسابيع جائتني وقد اشرق وجهها من الفرح

باركيلي يا دكتورة

خير يامدام سلوي ايه خلاص جوزك صرف نظر عن فكرة الجواز

لأ ..حاجه ولا في الحواديت

خير فرحيني معاكي

انا حامل في شهرين

الف الف مبروك ، مش قلتلك ولا تقنطوا من رحمة الله

بدون اي مساعده طبيه وبعد ثمان سنوات من العناء حملت سلوي ابنها الاول يوسف الذي اكمل الآن عامه السادس ، ثم بعده ب3 سنوات انجبت يارا

صحيح مازالت العلاقه بينها وبين زوجها يشوبها بعض التوتر ولكن يوسف ويارا ساعدا كثيرا علي تهدئة الاجواء