الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٠٩

بلا عنوان


[1]

احد طباعي اني احكم علي الناس من اول لقاء وحتي وان لم نتحدث او يحدث بيننا اي احتكاك

ممكن جدا من مجرد حركه او كلمه او نظره اكره شخص او احبه من كل قلبي
لا اعرف هل يعتبر هذا الطبع عيب ام ميزه

احيانا كثيره اصيب وبعض الوقت قد اخطأ


[2]

كانت تصغرني بعام دراسي واحد كما كانت صديقه لبعض صديقاتي وإن لم
تكن في نفس الكليه

التقيها احيانا في المواصلات ، علي باب الجامعه ، في كليتي ، اوفي بعض جلسات الاصدقاء

لم تتجاوز علاقتنا تلك الابتسامه الباهته ومايتبعها من كلمات السلام البارد ،كنت اري بها الكثير من الكِبر وثقل الظل (بصراحه كانت تقيله كده علي قلبي ) لذلك فضلت ان اتجنبها لتقتصر علاقتنا علي مجرد القاء التحيه

نقلت عني ذات مره بعض الكلمات وكاد الموقف ان ينتهي بفسخ خطوبتي ، بعدها اصبحت اتجنبها

انقطعت عني اخبارها تماما مع انتهاء سنوات الجامعه

[3]
دارت الايام تزوجت ، انتقلت لبيتي الجديد وافتتحت صيدليتي ايضا بالطرف الآخر من المدينة

اصبحت جارتي وليس ذلك فقط بل هي واسرتها من زبائن الصيدليه

يالله - يجب عليّ الآن ان اتحمل هنجهيتها وثقل ظلها، استمع لحكاياها وكلي آذان صاغيه وفي نفس الوقت احافظ علي ابتسامتي
واعصر علي نفسي جوال من الليمون حتي تنصرف

تمت خطبتها لصيدلي من قرية بعيده ، جائتني وهي تطير فرحا وتحاول ان تتمنظر كعادتها وتحكي عن مزايا العريس المنتظر وكيف ان له شقته المجهزة ويمتلك صيدلية كما انه يفاضل بين اكثر من عقد عمل في احدي الدول العربية

فرحت لها كثيرا فانا لا اكرهها او لا اتمني لها الخير ولكنها كانت كما ذكرت سابقا (
تقيله كده علي قلبي )

اما اكثر أسباب فرحي أنها ستغادر الحي ولن اراها الا علي فترات متباعده

[4]
بالفعل كانت تظهر علي فترات متباعده ، وعندما تقابلني كنت اراها وقد امتلأت بالسعاده ، تتحدث عن بيتها الجديد وعن زوجها ..وعن ...وعن ....ولا تتوقف عن الحكي الا بعد ان تخبرني بكل التفاصيل

بعد ذلك زادت فترات مكوثها في بيت والدها ، في البدايه اعتقدت ان الحمل ومتاعبه -خصوصا في الشهور الاولي- هو السبب


ولكني لاحظت انها لم تعد تتحدث كثيرا كما الماضي القريب ، و بالرغم من افتعالها الضحك لاتفه الاسباب رايت نظره حزينه في عينيها


اخبرتني ان زوجها قرر ان يغلق الصيدليه ويسافر للعمل في احدي الدول العربية

بعد ان وضعت مولودها لم اعد اراها مطلقا ،وعلمت من والدتها ان زوجها قد عاد نهائيا وقرر ان يفتح صيدليته مرة اخري

عندما كانت تأتي زيارات متباعدة اصبحت تتجنب الحديث عن زوجها وتغير دفة الكلام فورا اذا جاء ذكره

[5]

بعد حوالي سنه او اكثر جاءت لتستقر مره اخري في بيت والدها ، وعلمت ان ثمة مشكله بينها وبين زوجها ،وان الامر قد وصل للطلاق الذي يرفضه زوجها بشده


وعلمت من بعض مندوبي الادوية ان كثير من المشاكل تحاصر زوجها بعد ان تعامل مع طلبيات كبيره ومشبوهه للدواء المحروق ولم يستطع سداد الكثير من الشيكات وانه حتما سيواجه السجن

اخيرا حصلت علي الطلاق وحضانة الولد بعد ان تنازلت عن كل مستحقاتها لديه ،كنت اقابلها كثيرا ف أراها مهمومه شارده
و لم تمر فتره طويله علي طلاقها حتي توفيت والدتها فجأة وبدون اية مقدمات ، وكانت صدمه عنيفه لها، فالصدر الحنون الوحيد الباقي لها لم يعد موجود

اصبحت لا ترتدي إلا السواد، مغيبه تتكلم وكأنها تأتي بالكلام من بئر عميق وبالكاد تسمع صوتها ، دائما تنظر الي الارض ، و اتخيل ايضا ان ظهرها قد انحني من الهموم وأنها كبرت فوق عمرها سنوات وسنوات


تبدلت مشاعري تجاهها ، اصبحت اشفق عليها بشده ، ينفطر قلبي كلما رايتها وابنها الذي يهمله والده ولا يتحمل اية مسؤلية تجاهه


مع ذلك لم اعرف كيف اساعدها ولا كيف اخفف عنها ، ولكني احاول ان ابتسم دائما في وجهها واذكرها ان الله رؤوف رحيم وانه حتما يخبئ لها ماهو افضل في الايام القادمه