السبت، ١٢ أبريل ٢٠٠٨

حدث في بيت الحاجه سعاد




مدام سعاد او الحاجه سعاد كما تحب ان يناديها الجميع ، كانت دائمة التردد علي الصيدليه لاصابتها بعدة امراض مثل الضغط والسكر بالإضافة الي فيروس سي الذي اكتشفته مؤخرا

تنتمي الحاجه سعاد الي الطبقة الفوق متوسطة ، كانت في مظهرها وملابسها تشبه هوانم الزمن الماضي

ورثت عن ابيها ثروه لا بأس بها كما ورثت عن زوجها الراحل منزل مكون من اربعة ادوار ، يوجد اسفله محل بقاله كان يديره ابنها الاصغر

كثيرا ما كانت تاتي لتصرف روشتات الاطباء المختلفه واثناء ذلك كانت تتحدث عن اولادها وكيف انهم
تاعبين قلبها

مافيش حد فيهم حاله يسركلهم تاعبيني وتاعبين قلبي ، هو انا السكر والضغط بيعلوا عندي من شويه

للحاجه سعاد ثلاثة ابناء ، ولدان وبنت

كانت شيرين الابنة الكبري للحاجه سعاد تسبب لها الكثير من الالم ، وكانت دائمة التحسر عليها وعلي حالها
البنت متزوجه من رجل ميسور الحال ولكنه علي حد قولها بخيل ولا يوفر لها الا الحد الادني من المعيشه والذي يعتبر اقل بكثير جدا من امكاناته واقل مما اعتادت ابنتها عليه في بيت ابيها مما اجبرها ان تعطيها مصروف شهري

اعمل ايه بس يا دكتوره ماقدرش اسيبها كده من غير فلوس ، جوزها بخيل ايحه
لا معامله حلوه ولا كلمة طيبه ، ولولا الملامه كان سابها تجوع هي وعيالها ، شيرين اللي كان كل الناس بيتباهو بجمالها وشياكتها بقت زي الورده الدبلانه

اما ابنها الاوسط محمود ، متزوج وكان يعيش هو واسرته في السعودية ، و بعده عنها كان يؤثر فيها كثيرا ، كانت تخاف ان تموت قبل ان تراه ، كذلك كانت زوجته سيئة الطباع وتعاملها بصلف وهنجهية

مش عارفه ليه حاسه انها احسن مننا وكمان مستكتره نفسها علي ابني ، محسسانا انها السفيره عزيزه كل ده عشان حلوه شويه الله يرحم والديها

وظهرت هذه المعامله السيئة اكثر عندما سافرت لقضاء الحج والعمره و والمكوث لفتره مع ابنها واولاده
كان ناقص تقولي امشي اطلعي بره

وعندما عاد محمود واسرته نهائيا الي مصر بعد خلاف حاد مع الكفيل ،و استقر في الشقه المعده له سلفا ببيت ابيه ، استمرت المعامله الجافه من زوجته لها

عايشه معايا في نفس البيت ويعدي اسبوع واكتر ما تسألش عليا حتي بالتليفون مع اني شايلاها في عنيا عشان خاطر محمود

حتي عندما اشتد عليها المرض كانت تتجاهلها تماما مما اثر بالسلب علي حالتها النفسيه وكان سببا مباشرا في ارتفاع الضغط والسكر
وبالرغم من ذلك لم تتخلي عنهما الحاجه سعاد وكانت تمد محمود بالمال كلما احتاج

اشرف ابنها الاصغر او الصداع الدائم في رأس الحاجه سعاد كما كانت تحب ان تسميه ، حاصل علي بكالوريوس تجاره وبالطبع لم يجد وظيفه ككثير غيره من الشباب حملة الشهادات العليا و المصابيين بفيروس البطاله

كان والده يمتلك محل كبير للبقاله اسفل المنزل و عندما مرض مرض الوفاه لم يجد غير اشرف ليديرالمحل والذي استمر في ادارته بعد وفاته ،واصبح يعتمد عليه كمصدر للدخل ، فلقد كانت الحاجة سعاد تعطيه مرتب شهري نظير ادارته للمحل بالإضافة الي نصيبه الشرعي من الارباح

الي هنا كان كل شئ مستقر ، حتي حدثت الطامه الكبري واحب مني ابنة الجيران ، هذه البنت الجميله التي كانت زبونه دائمه لمحل البقالة

يوم بعد يوم وقع اسير ابتسامتها الخلابه ووجهها الطفولي وصمم ان يتزوجها ، ولكن
دائما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فلقد اعترضت امه بشده علي هذه الزيجه ، وكيف لا والمستوي المادي والاجتماعي لاسرة الفتاه اقل بكثير جدا من مستواهم كما انها لم تكمل دراستها واكتفت بالاعدادية

صمم اشرف علي موقفه واعلن صراحة انه سيتزوجها مهما حدث ، كذلك فعلت الحاجه سعاد التي هددته بالطرد من الجنه التي يعيش فيها (علي حد قولها ) وحرمانه من ميراثه وكذا شقته المعده لزواجه في بيت ابيه

ولكنه لم يهتم لهذه التهديات وتقدم لخطبتها علي غير رغبة امه التي نفذت تهديدها وطردته من المحل والبيت ليجد نفسه هو وزوجته في الشارع وبدون اي دخل مادي

لم يجد اشرف امامه الا العمل في احد مصانع الغزل والنسيج علي اطراف المدينه بأجر اقل من نصف ما كان يحصل عليه من محل البقاله ،ولا يفي باقل من نصف احتياجاتهم الاساسية خصوصا بعدما اصيب ابنه الاصغر بحساسية صدريه كانت تستهلك تقريبا كل ما يحصل عليه اسبوعيا

كانت تاتي زوجته لتشتري العلاج بالاجل وتشتكي لي عما تفعله حماتها بهما وكيف ان علاج ابنهما يستهلك تقريبا مرتب زوجها بالكامل

اديكي شايفه يا دكتوره علاج الواد بياخد تلات اربع مرتب اشرف ، بس المهم يخف ويبقي كويس والله لولا مساعدة اهلي لينا ماكناش عرفنا ناكل حتي العيش الحاف وحماتي الله يسامحها بقي عماله تساعد ولادها التانيين اللي مش محتاجين مساعده اصلا وسيبانا احنا في الهم ده


كنت اري اشرف وقد تبدل حاله فلم يعد ذلك الشاب الوسيم الذي يرتدي احدث موديلات الملابس والاحذية ويضع اغلي العطور ، و كبر فوق عمره سنوات وسنوات

زي ما بيقولوا حاله بقي بيصعب علي الكافر

بعد 6 سنوات من زواجه تدخل اهل الخير للصلح بينه وبين امه التي وافقت علي مضض ان يعود الي البيت بشرط ألا يقترب من المحل

بعد عودتها كانت مني تعامل والدة زوجها بالحسني وتلبي جميع طلباتها ،
و بالرغم من ذلك لم تنسي الحاجه سعاد ما حدث واعتبرتها المسؤله عن كل شئ ، وكانت تعاملها معاملة خادمه


بعد فتره من عودة اشرف للمنزل اكتشفت الحاجة سعاد انها مصابه بفيروس سي وتدهورت حالتها الصحيه ، و دخلت اكثر من مره في غيبوبه كبديه ومالبست ان توفيت بعد قليل


يوم وفاتها حضرت مني لتشتري ادويه لابنها المريض وكانت السعاده بل الشماته باديه علي وجهها ، كما انها لم تبدي اي مظهر من مظاهر الحزن العاديه او علي الاقل ارتدت السواد حدادا لمدة ثلاثة ايام كما يحدث في العاده

كذلك حدث شقاق رهيب بين الاخوان محمود واشرف وصل الي اقسام البوليس للنزاع علي الميراث وممتلكات الحاجه سعاد من حلي واثاث وغيره

وصل الحال بهما ان تتهم زوجة اشرف محمود بانه حاول الاعتداء عليها ، وكذا فعلت زوجة محمود

وحدثت مشاجره فظيعه بينهما تدخل فيها اهل الزوجتان وكاد الامر يصل الي القتل لولا تدخل اهل الخير الذين سعوا للصلح بينهما

حاليا يعيش الاخوان في نفس المنزل كالاغراب ، لا يسأل احدهما علي الآخر وكل منهما يتمني ان يستحوذ علي اكبر قدر من التركه وان يطرد الآخر من المنزل ليكون له وحده

كان هذا نتاج عدم العدل و
التفرقه في التربيه واسلوب الكيل بمكيالين الذي كانت تتبعه الحاجه سعاد والتي جنت علي ولديها بغير علم

رحمها الله وغفر لها


---------------------------------------

طبعا عشان خاطر ابو يحيي

الشخصيات :

الحاجه سعاد الام

شيرين البنت الكبري

محمود ابنها الاوسط

اشرف الابن الاصغر

مني زوجة اشرف


واكيد زي كل مره القصه حقيقيه مع تغيير اسماء الابطال وتعديل بسيط في الاحداث